على طريقة أطفال بنى مزار | طفل سودانى يواجه تٌهمة ازدراء الاسلام هو الآخر

Thu Dec 23, 2021 4:11 pm

فى تكرار مقيت لمأساة اطفال بنى مزار الذين قبضت عليهم السلطات المصرية ببلاغ من شيخ الازهر بعد قيام دولة الخلافة الاسلامية داعش بذبح 22 عاملا قبطيا فى ليبيا بعد ان خيرتهم بين اعتناق الاسلام او الموت فإختاروا الموت على اسم يسوع المسيح ؛ فقام اطفال صغار من هواة التمثل من اطفال اقباط بنى مزار بتقديم فيديو يٌظهر التناقضات فى الفكر الداعشى من خلال قيام جند الخلافة بقتل و الصلاة (اذ راى اطفال بنى مزار لسذاجتهم الطفولية و لاعتقادهم ان الاصل فى كل الامور هو الخير حتى الاسلام نفسه لهذا راوا ان قيام جند الخلافة بالصلاة و القتل هو امر متناقض يكشف عدم ولاءهم الصادق للاسلام) فقام شيخ الازهر بتقديم بلاغ للنائب العام ضد اطفال بنى مزار بتهمة ازدراء الاسلام سنة 2016 لانهم ظهروا فى فيديو تمثيلى للهواة و هم يسخرون من تناقضات الفكر الداعشى اذ انهم يقتلون و يصلون فى نفس الوقت ؛ و قام على الفور النائب العام بالقبض على الاطفال و مقدرس التربية المسيحية الذى يقوم بالتدريس لهم و احالهم للمحاكمة بتهمة ازدراء الاسلام حيث اتم سجن المدرس ستة سنوات مع الشغل و طردمن وظيفته و الحكم على الاطفال بالسجن ستة سنوات فى سجون البالغين بتهمة ازدراء الدين الرسمى للحكومة المصرية و عندما تقدم اهالى الاطفال بإستئناف للحكم تم الافرج عن الاطفال لفترة قصيرة بكفالة باهظة تم دفعها و بعدها تمكن ثلاثة من الاطفال الستة من اللجوء الى سويسرا من الاضطهاد الدينى فى مصر بمساعدة منظمة الامم المتحدة للاجئين بينما تم القبض على الثلاثة اطفال الاخرين و سجنهم ستة سنوات قبل ان تتمكن الامم المتحدة من مساعدتهم للجوء للعالم الحر هم الاٌخّر
.
لعلها من اعجب المتناقضات فى العقل الازهرى التى كشفتها كأساة اطفال بنى مزار ان شيخ الازهر وقتها كان يهاجم وسائل الاعلام الغربية لانها تسمى تنظيم "دولة الخلافة الاسلامية" بإسمه و لا تستخدم كلمة "داعش" لوصفه (رغم ان داعش هى اختصار كلمات اسم دولة الخافة الاسلامية) كما ان شيخ الازهر وقتها كان يجوب العالم يقول فى كل مكان ان داعش لا يمثل الاسلام و مع ذلك عندما راى اطفال يقللون من مصداقية انتماء داعش للاسلام و تمثيلها له اعتبرهم شيخ الازهر يزدرون الاسلام و ربما هذا اوضح اعتراف من شيخ الازهر انه نصاب و انه مقتنع ان داعش هى الاسلام الصحيح بل انه عندما كان يسافر اوروبا للنصب فى البرلمانات الاوروبية و الاحتيال على البرلمانات الاوروبية لتحسين صورة الاسلام مستغلا جهل الغربيين بالاسلام و افتراضهم الساذج للخير فى كل شيئ يجهلونه ؛ كانا يطرحون عليهم قضية قيامه بأمر السلطات بالقبض على اطفال سخروا من داعش و توجيهه اليهم تهمة ازدراء الاسلام كاشفا عن قناعته بأن داعش هى الاسلام الصحيح ؛ فكان يرد بالقول "صحيح انهم اطفال صغار لكن ازدراء الاسلام شيئ خطير و هو شيئ لن يتسامح فيه حتى مع الجنين فى بطن امه "
.
وقتها _لمن لا يتذكر فقط _ اشترك الاعلام الاخوانى مع خصمه الاعلام السيساوى فى التحريض على قتل اطفال بنى مزار و لكن لكل سببه ؛ فالاعلام الاخوانجى كان يرى نفس ما رآه شيخ الازهر ان رفض الاطفال لــ "دولة الخلافة الاسلامية داعش" هو ازدراء للإسلام لان "داعش" هى الاسلام الحق
اما الاعلام السيساوى فغايته كانت مختلفة فقد شن هجوما ضاريا على اطفال بنى مزار ليس لانهم مخطئين فى رفضهم لـ "دولة الخلافة الاسلامية داعش" بل لانهم طلبوا اللجوء السياسى لسويسرا هربا من الاضطهاد الدينى الذى يقوم به النظام القضائى الاسلامى المتطرف ضد الاقلية المسيحية فى مصر و وقتها قال نجوم الاعلام السيساوى مثل الغيطى و الناعوت انهم لو كانوا مكان اطفال بنى مزار كانوا يقبلوا حٌكم الاعدام ظٌلما بصدر رحب افضل من ان يٌحرجوا الرئيس السيسى بطلب اللجوء السياسى الى سويسرا هربا من الاضطهاد الدينى
.
.
نفس الامر يتكرر فى السودان مع طفل فى الصف الاول الابتدائى اسمه "محمد" قامت مدرسته الابتدائية (الخاصة المخصصة لاطفال اثرياء السودان) بفصله من المدرسة بتهمة ازدراء الاسلام و بررت فيه ادارة المدرسة اصرارها على فصل "محمد " بـ قولها " خشية ان يتأثر زملاءه بأفكاره الكٌفرية "
خطاب الفصل انتشر على وسائط التواصل الاجتماعى حيث قامت ام "محمد" السيدة السودانية بنشر الخطاب على شبكات التواصل الاجتماعى
تبدأ مكلة محمد فى درس آداب الطعام عندما تم تحفيظه حديث انه اذا اكل بيده اليسرى بإن الشيطان يأكل معه
فقرر محمد ان يجرب و اكل بيده اليسرى و لم يجد احد يأكل معه
فتاكد ان الحديث هو نصباية كان النبى محمد ينصب بها على اتباعه علشان ما يحفوش فى الغموس و هما بياكلوا معاه لذلك قرر جعلهم ياكلون باليد اليمنى فقط و ليس بكلتا اليدان
.
محمد اتهم النبى "محمد " بالكذب و النصب بدليل انه اكل بيده اليسرى و لم يرى احد يأكل معه من نفس الطبق
فما كان من المدرس الا ان احاله لناظر المدرسة الذى قرر احالة الطفل "محمد " لطبيب الامراض العقلية باعتبار ان الطفل يعانى من الجنون و يجب علاجه و بالفعل بدا الطبيب يعطى الطفل علاجا دوائيا حتى يجعله اكثر قابلية للايحاء
.
.
غير ان الادوية التى اعطاها الطبيب المؤمن لمحمد ذو الستة سنوات لم تدمر عقل "محمد" و تعيده الى حظيرة الاسلام بل على العكس اصبح محمد خاملا قليلا و لكنه ظل يفكر رغم هذا الخمول فعندما بدا المدرس تدريس درس جديد فى باب آداب الطعام و طلب من التلاميذ ان يحفظوا حديثا يقول فيه نبى الاسلام محمد ان من يأكل دون ان يسمى فأن الشيطان ياكل معه فى نفس الطبق :-" أن رجلاً كان يأكل عند النبي صلى اللة عليه وسلم فلما كان في آخر لقمة قال: بسم اللة أوله وآخره، فقال النبي صلى اللة عليه وسلم: ما زال الشيطان يأكل معه حتى قال: أوله وآخره، فقاء الشيطان كل شيء أكله"
.
فمرة اخرى قام "محمد " باعمال عقله و لم يصدق النبى "محمد " عميانى ؛ و قام "محمد " بالاكل دون ان يسمى و دقق الملاحظة فى الطبق ليلاحظ اذا كانت كمية الطعام تنقص و لو ملعقة واحدة فلم يجد الطعام ينقص
.
فقرر محمد ان يقول "بسم اللات اوله و خره" ليرى اذا كان سيسمع صوت قيئ او سيرى اى قيئ حول الطبق فلا سمع و لا راى
فأخبر المٌدرس بالنتيجة العلمية المعملية للبحث الذى اجراه
.
هنا انتهر المدرس "محمد " و حذره من عذاب "اللات"
فسأله محمد :- اين اللات يا شيخ ؟
فقال له : - فوق
فقال محمد ببراءة : - يعنى موجود فى الكواكب و الا فى النجوم ؟
فقرر المٌدرس احالة "محمد" للناظر مرة اخرى الذى انتهره و امر بـ أعادته للمنزل و سبه و حذره من العودة للمدرسة ثانى لانه كافر و نجس و سينجس المدرسة و خسارة فيه الاسم (محمد)☻
.
لم يقل "محمد" لامه شيئ فى البيت و لكن فى اليوم التالى انتظرت اقم الطفل "ميسون مساعد" وصول اتوبيس المدرسة للمنزل فى اليوم التالى فلما لم يصل الاتوبيس لاخذ محمد ؛ قامت "ميسون مساعد" باخد ابنها بنفسها الى المدرسة و هناك فوجئت ان مدير المدرسة قرر فصل ابنها
و عندما سألته الام عن ما هى جريمة ابنها ذة الستة سنوات فاخبروها ان ابنها يرتكب جريمة التفكير و ان فى عقله شيطان يوسوس له بافكار كفرية مثل انه اذا اكل بيده اليسرى الشيطان لن ياكل معه و انه اذا لم يسمى اللات على الطعام فالشيطان سيأكل معه من نفس الطبق و اذا سمت اللى بعد هذا فالشيطان سيتقيأ عليه ما اكله
.
لم يكن هذا الامر الذى قاله لها الناظر ما اثار ثائرة "ميسون " و جعل جنونها يجن و تاخذ ابنها و تعود به فوراللبيت بل ان ما اثار ثائرتها هو قاله الناظر بعد هذا من انه احال ابنها للعلاج العقلى و ان ادارة المدرسة كانت على مدى اسابيع تعطيه ادوية بناء على وصفة طبية من طبيب امراض عقلية تتعامل معه المدرسة لتؤثر على عقله حتى تمنعه من التفكير ؛ فلم تتحمل "ميسون مساعد" فكرة ان ادارة المدرسة تعرض ابنها على طبيب امراض عقلية دون ان تخطرها بل و تقوم باعطاء ابنها ادوية تؤثر على عقله دون ان تخطرها ؛ و كل هذا لانه يفكر
.
قالت "ميسون مساعد" للناظر انه مجرم لانه من يقوم باعطاء طفل صغير ادية تؤثر على عقله دون اخطار الاهل هو مجرم
كما انه شخص جاهل و يجهل دوره كناظر مدرسة ذلك ان حق طبيعى للتلميذ فى اى مدرسة فى العالم ان يفكر و يناقش و يقبل و يرفض و انه على المدرس ان يجاوبه على افكاره لان ان يعطيه ادوية
.
عادت "ميسون مساعد" مع طفلها للمنزل لتجد ساعى البريد يسلمها خطابا عاجلا صادرا بالامس من ادارة المدرسة جاء فيه
:- "أن الطفل ’’محمد’’ أتى أقوالا و افكارا منافيا للعقيدة الخاتمة و الدين الحنيف و ان كل محاولات المشايخ و الائمة التى اتبعوها معه لتقويم عقله و منع عقله من ايتاء تلك الافكار المنافية للعقيدة الخاتمة و الدين الحنيف قد فشلت خاصة مع دعم الاٌم السيدة ’’ميسون مساعد’’ سلوك طفلها المارق و تشجيعها له على التفكير فيما يٌغضب اللات و رسوله محمد صلى اللات عليه و سلم و ازدراء مٌقدسات و ثوابت الامة الاسلامية و ان ادارة المدرسة قررت بعد التشاور فصل الطفل حتى لا يتأثر بقية الاطفال الذين هم امانة فى اعناق هيئة التدريس و الادارة بالمدرسة بطريقة هذا الطفل المارق الكفرية فى ازدراء الثوابت و المقدسات الاسلامية "
.
.
و بعد ؛ فانى اظن ان "ميسون مساعد" و ابنها محظوظان لكنهما فى السودان ما بعد الثورة و ليسوا فى بلد يحكمه شيخ الازهر مثل مصر و الا لكان مصيرها و مصير ابنها هو السجن ستة سنوات فى زنزانة واحدة بتهمة ازدراء الاسلام مثل اطفال بنى مزار و مدرسهم
.

بقلم #وطني_مخلص
By #Watani_Mokhlis