من غزوة كشرى التحرير الى غزوة الــ سووب اوبرا

فى الوقت الذى جيشت الصحافة الميييصرية بالامس جيوشها للتنصل من محلات "كشرى التحرير" التى منعت المرأة المسيحية سيلفيا بطرس و طفلتها من تناول طعام الغذاء الذى دفعن ثمنه بحجة ان "المدفع لم يضرب"
و الكل انقسم بين من يدين محلات كشرى التحرير و من اخذته حماسته المحمدية ان ينفى التهمة عن محلات كشرى التحرير بزعم ان الكشرى انكر الواقعة و ان محلات كشرى التحرير مافيهاش كشرى اصلا و ما بتشتغلشى فى الكشرى من اساسه و ان شغلها هو فى الكنافة و الكسكسى و عصير الكيوى
.

اليوم شاهدت حلقة من حلقات المسلسل السمج "وسط البلد" الذى يعد صدقا اكثر المسلسلات سخفا و غباء فى تاريخ الدراما الميييصرية من ايام مسلسل "فديتك يا ليلى" و مسلسل "احلى من جدول الضرب" اللذان دخلا موسوعة جينيس للارقام القياسية فى صفحة اكثر المسلسلات سخفا فى التاريخ
رغم ان هذا المسلسل الذى تنتجه فضائية "ام_بى_سى ميييصر" السعودية التمويل و تقيم له حملات دعائية جبارة و تصفه بانه "اول سووووب اوبرا فى تاريخ العرب" و كأن تركى آل شيخ يظن ان بقية المسلسلات الميييصرية كانت شامبو اوبرا و ليست سووب اوبرا
.

اقول قولى هذا مع الاعتذار للممثلين المغمورين الذين يساركون فى هذا المسلسل السمج و الذى لا اعرف منهم احد سوى الحاجة "سميرة عبد العزيز" عضوة بطرمان السيسي بالتعيين مع اختها فريدة الشوباشى (الحاجة ام نبيل)
فى المسلسل البقال مسيحى و اسمه بطرس و يعمل عنده فى المحل مجموعة من الباعة المحمديين منهم الانسان الوفى "عبد المنعم" الذى يحب "بطرس" و يعتبره ابا له و منهم الانسان الخسيس النفعى القذر الخائن الرعديد "جرجس" الذى هو ابن شقيق بطرس
.
فى المسلسل الذى يفترض ان احداثه تدور خلال شهر مرضان اراد جرجس (الخسيس) ان يشرب زجاجة كازوزة احتفالا بشراء عمه "بطرس" قطعة ارض من جارتهم المسلمة
فانتهر بطرس ابن اخيه جرجس لانه سيشرب زجاجة كازوزة قبل المدفع و سبه و وصفه بــ "البجح" و "معدوم الاحساس" لانه سيشرب كازوزة فى نهار مرضان
.
المضحك ان بطرس يريد لابن اخيه جرجس ان يصوم مرضان مع المحمديين بينما لم ينتهره لانه اصلا غير صائم صوم القيامة الذى يتوافق هذا العام ما صوم مرضان المحمدى
يعنى لو المسألة صيام فكان الاولى بــ جرجس ان يصوم صوم القيامة ((علما بان تعريف الصوم فى المسيحية ختلف قليلا عن تعريف الشيخ الشعراوى لصوم المسيحيين ؛ فالصوم فى المسيحية هو الانقطاع عن الشراب و الطعام لفترة يعقبها كسر الصيام بمأكولات نباتية خالية من الدسم)) يعنى يفترض ان الائم المسيحى فى صوم القيامة الا يشرب لا ماء و لا كازوزة
.

لكن هذا المضحك ليس ما اشعرنى بالقلق
بل ما اشعرنى بالقلق و التعجب هو ان الدولة الميييصرية و الرقابة على المصنفات الفنية الميييصرية و المجلس الاعلى للاعلام المييييصرى يريدون بإصرار رهيب من خلال تمريرهم لتلك المواقف فى تلك المسلسلات ان يضعوا فى روع المحمديين و يغرسوا فى وجدان المحمديين ان المسيحى الذى ياكل و يشرب فى مرضان هو مجرم و يرتكب جريمة الطعام و الشراب
و فى افضل الاحوال فأن المسيحى الذى يتناول الطعام او الشراب هو "بجح" و "قليل الحياء" و "قليل الادب"
.
فأذا كان المسيحى الذى يتناول الطعام و الشراب فى مرضان او حتى المسلم الذى يتناول الطعام و الشراب فى نهار مرضان هو "بجح" و "قليل الحياء" و "قليل الادب"
.
نفس هذا السم العنصرى الزعاف يتم دسه فى الاعمال الدرامية منذ السبعينات انه فى حرب مرضان كان الجنود المسيحيين صائمين مع الجنود المحمديين رغم ان الحقيقة ان الجنود المحمديين اصلا لم يكونوا صائمين لان مصر فى بداية السبعينات لم يكن يصوم فيها احد من المحمديين اصلا فما بالك بشباب فى مقتبل العمر مثل الجنود التى اعمارهم بين الثمامنة عشر و الواحد والعشرين ربيعا و الذى آخر ما يفكرون فيه هو صوم مرضان حتى المتطرف دينيا الذى سيصوم من بين الجنود صدرت له فتوى رسمية من الازهر بإسقاط فريضة الصوم عنه
غير ان السم الاعلام المدسوس فى عسل الدراما اراد دائما ان يرسخ ان المسيحى الذى لا يصوم مرضان هو "قليل الادب" و "بجح" و "خائن" و "عميل صهوينى" و "يجب قتله" على طريقة فتوى قتل تارك الصلاة الخاصة بالشعراوى
.
فأذا كنتم كلكم مصممين ان المسيحى الذى لا يصوم مرضان "قليل الادب" و "بجح" و "خائن" و "عميل صهوينى" و "يجب قتله" فلماذا تكالبتم جميعا على التنصل من محلات كشرى التحرير التى منعت سلفيا بطرس و ابنتها ان تتناولن الطعام اللائى قمن بشراءه من المحل بحر مالهما و لكن ادارة المطعم اجبرتهما ان تشتريان الطعام و لا تاكلنه حفاظا على الحشمة و منعا لــ"قلة الادب"
.
بصراحة الحالة النفاقية فى البلد اظنها ستدخل المحمديين ابواب الجنان فى شهر مرضان الذى تٌفتح فيه ابواب الجنان
يعنى فى الصحافة يقولون لـ المحمدى ان منع محلات كشرى التحرير لسيلفيا بطرس من الاكل هو تطرف و دعشنة
.
وفى الــ"سوووب اوبرا" يقولون ان قيام المسيحى بالاكل او الشرف و عدم قيامة بممارسة صوم مرضان هو "بجاحة" من المسيحى و "قلة حياء" و "قلة ادب"
.
افتحوا ابواب الجنان يا مصاروة
.
.

بقلم: #وطنى_مخلص
By #Watani_Mokhlis
.
for #Persecuted_Screams_Magazine

بواسطة: #وطني_مخلص